Read this article in:
English
23 October, 2006

بيان
قام وفد من الاتحاد الدولي "آي سي إي إم"، برئاسة الامين العام فريد هيغز، بزيارة الى فلسطين في الفترة 11-14 كانون الاول (ديسمبر) 2005 بدعوة واستضافة من محمد موسى جاد الله، رئيس الاتحاد العام لعمال النفط والتعدين والكيماويات في فلسطين. وقمنا معاً بزيارة رام الله وبيت لحم ونابلس. وجرت محادثات مع عبد الله عبد الله نائب وزير الشؤون الخارجية، وصلاح التماري محافظ بيت لحم، بالاضافة الى مسؤولين كبار في الاتحاد العام لنقابات العمال الفلسطيني برئاسة الامين العام شاهر سعيد. كما اجرى الوفد جولة في منشآت شركة بيرزيت للادوية وقام بوضع اكليل ورد على ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات في رام الله.
واكد الوفد عزمه على تعميق علاقة الاتحاد الدولي "آي سي إي إم" مع الاتحاد العام لعمال النفط والتعدين والكيماويات في فلسطين، وان يطلق في 2006 برنامجاً للعمل المشترك يبدأ بمشروع لمساعدة الناشطات في الاتحاد.
وانتاب الوفد احساس بالصدمة عند اطلاعه بشكل مباشر على عرقلة الحركة الحرة للسكان في ارجاء الضفة الغربية بسبب حواجز التفتيش الثابتة والجوالة التي يقيمها الجيش الاسرائيلي. وكان واضحاً ان الجيش الاسرائيلي يستخدم هذه الحواجز كوسيلة عقاب جماعي للشعب الفلسطيني.
كما يترك عدم التمكن من التحرك بحرية تأثيرات كبيرة على حركة السلع وعلى التشغيل، ما يفاقم معدلات البطالة الكبيرة اصلاً وسط العمال الفلسطينيين.
ان الاعتداء الصارخ الاوضح للعيان على تحرك الناس بحرية هو الجدار الضخم الذي يستمر العمل ببنائه عبر الضفة الغربية ويفصل بين العائلات، ويخترق القرى الفلسطينية، ويقدّر انه استحوذ على حوالي 55% من الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية.
ويمثل هذا الجدار، بما فيه نقاط المراقبة ومواضع محتملة للاسلحة، إهانة للكرامة الانسانية ورمزاً صارخاً للاضطهاد والاحتلال الاسرائيلي، ويقسّم الشعب الفلسطيني. ويرى الاتحاد الدولي "آي سي إي إم" انه ينبغي هدم هذا الجدار فوراً.
وتشكل المستوطنات الاسرائيلية التي تتوسع باستمرار احدى العلامات الاخرى الماثلة للعيان بشكل دائم على الاحتلال. ويجب تطبيق وقف فوري على بناء مستوطنات جديدة وتوسيع المستوطنات القائمة، قبل ازالتها كلياً في النهاية عبر التفاوض.
اننا ندعو المجتمع الدولي الى الى زيادة جهوده من اجل تحقيق حل سلمي للنزاع الراهن. وهذا سيتطلب اقامة دولة فلسطينية قادرة على البقاء مع تقديم مساعدات مالية دولية كبيرة لضمان القدرة الاقتصادية للدولة الفلسطينية الناشئة حديثاً. ومن الواضح ان دولة كهذه تحتاج الى امتلاك حرية كاملة للحركة في كل ارجاء اراضيها وحدودها البرية مع البلدان المجاورة بالاضافة الى اسرائيل.
ويشعر الوفد بقوة ان تسوية سلمية للنزاع ممكنة، لكن خلق فرص العمل والاستثمار في الانتاج والبنية التحتية الفلسطينية يشكل جزءاً اساسياً من هذه التسوية.
ويعبر الوفد عن اعجابه الشديد بقوة الفلسطينيين وتصميمهم على تحقيق حل سلمي وانشاء دولة فلسطينية تملك مقومات البقاء.
زيارة فلسطين: "عقاب جماعي لشعب"
"نحن بحاجة الى صوتكم. نحن بحاجة الى تأييد الحركة العمالية العالمية كلها". بهذه الكلمات استقبل شاهر سعيد الامين العام لاتحاد نقابات العمال الفلسطيني بوفد الاتحاد الدولي "آي سي إي إم" برئاسة الامين العام فريد هيغز ورحّب به في مكتبه في بلدة نابلس بالضفة الغربية.
كما ضم الوفد جيم كاترسون مدير التنظيم في "آي سي إي إم"، وهو المسؤول عن الاتصالات مع منطقة الشرق الاوسط / شمال افريقيا. وكانت الدعوة لزيارة فلسطين وجّهت في 2005 من قبل محمد موسى جاد الله رئيس الاتحاد العام لعمال النفط والتعدين والكيماويات في فلسطين، خلال لقاء في الاردن لاعضاء الاتحاد الدولي "آي سي إي إم" ونقابات اخرى في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، حيث اكدت النقابات المشاركة في اللقاء على اهمية زيادة العمل مع النقابات في قطاعات "آي سي إي إم" داخل فلسطين.
قبضة اسرائيل الخانقة على الوظائف
قدم شاهر سعيد وصفاً تفصيلياً للمشاكل التي تواجهها منظمته والعمال في فلسطين. ويبلغ الرقم الرسمي للبطالة 36%، فيما يعيش 45% من السكان عند او تحت خط الفقر. ولم يعد حوالي 350 الف عامل كانوا يعملون سابقاً في اسرائيل قادرين على القيام بذلك، في حين تعجز القلة القليلة ممن لا يزال يسمح لهم بالعمل هناك في احيان كثيرة عن اجتياز حواجز التفتيش العسكرية. وغالباً ما يرغم اولئك الذين يتمكنون من العبور على القيام بعمل "غير شرعي" ويتلقون في احسن الاحوال أدنى الاجور.
ويقتصر التحرك النقابي بشكل اساسي على تقديم مساعدة قانونية. اما التشغيل في الضفة الغربية ذاتها، باستثناء السلطة الفلسطينية حيث يجري تمويل 150 الف عامل بشكل اساسي عبر مساعدات الاتحاد الاوروبي، فانه يكاد يكون معدوماً. وقد اضطر الكثير من المصانع السابقة الى الاغلاق بسبب القيود المفروضة على حرية الحركة للسلع والعمال على السواء من قبل الجيش الاسرائيلي. ومن الواضح ان اسرائيل تفرض حالة عقاب جماعي على الشعب الفلسطيني.
وقد تلمس وفد "آي سي إي إم" هذا الوضع بشكل مباشر. فالرحلة من رام الله الى نابلس كانت قد استغرقت اكثر من ساعة بقليل. اما رحلة العودة على الطريق ذاته فانها استغرقت اكثر من اربع ساعات.
زيارة الى منشأة لصناعة الادوية
ربما تكون شركة بيرزيت للادوية، التي يشتغل فيها اكثر من 200 عامل، واحدة من الامثلة القليلة على تحقيق نجاح اقتصادي في الضفة الغربية. وقد افتتحت المنشأة في 1974 بعشرين عامل فقط. ويجري تمثيل العمال من قبل الاتحاد العام لعمال النفط والتعدين والكيماويات في فلسطين، وهم يتمتعون باجور وظروف عمل جيدة، بما فيها المساعدة الطبية وصندوق توفير للضمان الاجتماعي.
ويبقى معظم الانتاجفي السوق المحلية،ولو ان 20% منه يذهب الىالجزائر واوروباالشرقية واذربيجانوروسيا. وبالرغم منان الصادرات تواجهمصاعب قليلة فيالموانيءالاسرائيلية التييتعين استخدامها،فان استيراد الموادالخام مسألة اخرى.فقد حدثت تعطيلات تصلالى 12 شهراً في الحصولعلى موافقة السلطاتالاسرائيلية علىدخول مواد خام.وبالتالي، يتعين علىالشركة ان تحتفظلديها بخزين كبير منالمواد الخام على رغمالكلفة الاضافيةالمترتبة على ذلك.وفي المحادثات التيجرت مع النقابةالمضيفة، اكد "آي سيإي إم" عزمه على تعميقعلاقته مع الاتحادالعام لعمال النفطوالتعدينوالكيماويات فيفلسطين وان يطلق في 2006برنامجاً للعملالمشترك يبدأبالمشروع المكرسلمساعدة الناشطات.وتجهد النقابة للعملمن مكاتب صغيرة فيرام الله. وكانتمكاتبها السابقة،المجاورة لمكاتبالاتحاد العاملنقابات العمالالفلسطيني في نابلس،دمّرت كلياً مع اجهزةالكومبيوتر ومعداتاخرى في اعتداءاتبصواريخ شنّها الجيشالاسرائيلي.
ويعبّر الاتحاد الدولي "آي سي إي إم" عن امتنانه للاتحاد النرويجي ("إن او بي إي إف")، وهو احد اعضائه، الذي وافق على تمويل البرنامج.